ثانيًا: أَنَّ اللهَ حَرَّمَ على صاحبِه الجَنَّةَ، بَيْنَمَا أَصْحابُ غيرِه
من الكبائِرِ لا تُحرَّمُ عليهم الجَنَّةُ، ولو عُذِّبُوا فإِنَّهم يدخلون
الجَنَّةَ، إِذَا كان معهم التَّوحيدُ.
ثالثًا: أَنَّ الكافرَ
والمُشْرِكَ حلالُ الدَّمِ والمالِ.
كلُّ هذا يدلُّ على أَنَّ
هذا الشِّرْكَ والكُفْرَ أَشدُّ وأَكْبرُ الكبائِرِ.
والآْنَ نسمعُ ونَرَى من
يقولُ: إِنَّ الناسَ أَحْرارٌ في دِيْنِهم، فَدَعْهُمْ ولا تَحْجُرْ عليهم؛
اليَهُودِيُّ، والنَّصْرَانِيُّ، والوَثَنِيُّ كلُّهم أَحْرارٌ في دِيْنِهم،
ويقولون: حُرِّيَّةُ الدِّينِ وحُرِّيَّةُ العقيدةِ مكفولةٌ للجميع!.
هذا إِلْحادٌ والعياذُ
باللهِ، ليس فيه حُرِّيَّةٌ، واللهُ تبارك وتعالى خلَق الخلقَ لعبادتِه، فإِذَا
تَرَكُوا عبادتَه وأَشْرَكُوا مَعَهُ أَبَاحَ اللهُ دِمَائَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ،
وشرَع للمؤمنين قتالَهم وسَبْيَهُمْ، وتَوَعَّدَهُمْ بالخلودِ في النَّارِ، ولو
كانت هناك حُرِّيَّةٌ ما رتَّبت هذه العقوباتُ على الكُفَّارِ والمشركين والعُصاةِ.
***
الصفحة 3 / 436