فَآمَنُوا بِاَللَّهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ
نَاطِقِينَ، وَبِقُلُوبِهِمْ مُخْلِصِينَ، وَبِمَا أَتَتْهُمْ بِهِ رُسُلُهُ
وَكُتُبُهُ عَامِلِينَ، وَتَعَلَّمُوا مَا عَلَّمَهُمْ، وَوَقَفُوا عِنْدَ مَا
حَدَّ لَهُمْ، وَاسْتَغْنَوْا بِمَا أَحَلَّ لَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ.
****
هذه نتيجة هداية
التوفيق أنهم نطقوا بألسنتهم بقبول الحق، واعتقدوا بقلوبهم، فلا يكفي النطق باللسان،
بل لا بد مع النطق باللسان اعتقاد القلب، وأما نطق اللسان بدون اعتقاد القلب فهذه
طريقة المنافقين، وأما المؤمنون فهم يقبلون الحق «بِأَلْسِنَتِهِمْ نَاطِقِينَ» بأن يقولوا: آمنا بالله، ويقبلونه «وَبِقُلُوبِهِمْ مُخْلِصِينَ»، فلا بد
من النطق باللسان بقبول الحق، ولا بد من الإخلاص في القلب -فلا يكون رياء، ولا
سمعة، ولا مصانعة، ولا نفاقًا- فتنطق بلسانك، وتصدق بقلبك، وتعمل بجوارحك، هذه
حقيقة الإيمان، خلافًا للمُرجِئة في مذاهبهم الضالة.
لا بد من تعلُّم الكتاب والسُّنَّة، وفهمهما على مراد
الله ورسوله، أما مَن أعرض عن العلم، فإنه يُحرَم من الهداية؛ لأن من أسباب
الهداية: تعلُّم العلم النافع، والعمل به، والإقبال عليه، وهو العلم الذي جاء به
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما المُعرِض عن تعلُّم العلم؛ فإنه يُحرَم
الهداية؛ قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ﴾
[الأحقاف: 3].
والإعراض عن الحق، وعدم الإصغاء إليه، وعدم قبوله هو
الذي يُسبِّب الضلال والانحراف.
من صفات أهل
السُّنَّة والجماعة:
أولاً: أنهم يقفون عند حدود العلم فما علموا قالوا به، وما لم يعلموه توقفوا عنه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ﴾ [الإسراء: 36]،