والقَدَر: هو ما قدَّره الله وقضاه،
وكتَبه في اللَّوح المحفوظ، ومراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع:
المرتبة الأولى: مرتبة
العِلْم، وهي أن الله عَلِم كل شيء بعلمه الأزلي الذي هو موصوف به دائمًا وأبدًا،
عَلِم ما كان، وما يكون.
المرتبة الثانية: مرتبة
الكتابة، وهي أن الله كتب في اللَّوح المحفوظ كل ما جرى ويجري إلى أن تقوم الساعة.
المرتبة الثالثة: مرتبة
المشيئة، وهي: أن الله إذا شاء إيجاد هذا المُقدَّر في وقته، فإنه يوجده، فلا يكون
في مُلْكه ما لا يريد ولا يشاؤه، ولا يقع.
المرتبة الرابعة: الإيجاد
والخلق، فالله خالق كل شيء، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]، ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفرقان: 2]، ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49]، ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ﴾
[الزمر: 62]، فالله الخالق جل وعلا خلق كل شيء مما كان ومما يكون.
هذه مراتب الإيمان بالقضاء والقدر، ومَن جحَد واحدة
منها؛ فقد كفر، قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ
أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ﴾
[الحديد: 22]، هذا هو اللَّوح المحفوظ.
﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾؛ أي: من قبل أن نخلقها، وهي مرتبة الخلق، ﴿إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [الحديد: 22]؛ فالله خلق كل شيء، وقدَّر كل شيء، وكتب كل شيء، فهذا يسير عليه، ولماذا أخبرنا الله بذلك؟ قال: ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ﴾ [الحديد: 23]، إذا أصابك شيء،