×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

والقَدَر: هو ما قدَّره الله وقضاه، وكتَبه في اللَّوح المحفوظ، ومراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع:

المرتبة الأولى: مرتبة العِلْم، وهي أن الله عَلِم كل شيء بعلمه الأزلي الذي هو موصوف به دائمًا وأبدًا، عَلِم ما كان، وما يكون.

المرتبة الثانية: مرتبة الكتابة، وهي أن الله كتب في اللَّوح المحفوظ كل ما جرى ويجري إلى أن تقوم الساعة.

المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة، وهي: أن الله إذا شاء إيجاد هذا المُقدَّر في وقته، فإنه يوجده، فلا يكون في مُلْكه ما لا يريد ولا يشاؤه، ولا يقع.

المرتبة الرابعة: الإيجاد والخلق، فالله خالق كل شيء، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات: 96]، ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا [الفرقان: 2]، ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ [القمر: 49]، ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ [الزمر: 62]، فالله الخالق جل وعلا خلق كل شيء مما كان ومما يكون.

هذه مراتب الإيمان بالقضاء والقدر، ومَن جحَد واحدة منها؛ فقد كفر، قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ [الحديد: 22]، هذا هو اللَّوح المحفوظ.

﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ؛ أي: من قبل أن نخلقها، وهي مرتبة الخلق، ﴿إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22]؛ فالله خلق كل شيء، وقدَّر كل شيء، وكتب كل شيء، فهذا يسير عليه، ولماذا أخبرنا الله بذلك؟ قال: ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ [الحديد: 23]، إذا أصابك شيء،


الشرح