عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ
وَأَصْحَابِي» ([1])،
فهؤلاء هم الفرقة الناجية، وهذا الانتساب إلى السلف الصالح ومذهبهم، لا بد أن يكون
عن معرفة لما عليه السلف الصالح، لا بد أن يكون بمعرفة منهجهم ودراسة ما هم عليه،
أما مجرد أن يدَّعي الإنسان أنه على منهج السلف الصالح، وهو لا يعرف ما هم عليه،
فهذا لا يكفي، هو يؤجر على نيَّته وعلى قصده، ولكن هذا لا يكفي، بل يجب معرفة ما
عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ ولهذا الله جل وعلا قيَّد،
فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ﴾، يعني: بإتقان، وذلك بمعرفة
منهجهم وما هم عليه؛ حتى يكون الانتساب إليهم انتسابًا صحيحًا، فلا يكفي مجرد
الانتساب من غير معرفة بمنهجهم.
ولهذا فإن العلماء ذكروا ذلك في كتب العقائد؛ فهو من أصول العقائد في هذه العقيدة، وكذا عقيدة الطحاوي، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فالعلماء يذكرون هذا في عقائدهم؛ لأهميته، فهذه مسألة عظيمة، ومنهج مستقيم، لا تصلح الأمة إلا به، وكما قال الإمام مالك رحمه الله: «ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها»، فالذين يأتون في آخر الأمة، ويحبون السلف، ويحبون الاقتداء بهم هذا شيء طيب، ولكن لا بد أن يدرسوا عقيدتهم، ومنهجهم، وما هم عليه؛ حتى يعرفوه على بصيرة، ويتمسكوا به؛ لأن هناك مَن يدس على المسلمين أشياء، ويقول: «هذه من منهج السلف، وهذا عمل السلف»؛ ليضلهم، ولكن منهج السلف واضح ومُدوَّن ولله الحمد،
([1]) أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (7659).