ثم انتقلا إلى رباطِ النعال، واشتغلا بالفقهِ
والخلافِ والأصولِِِ على ناصح الدين أبي الفتح نصر بن فِتيان بن مطر بن المَنِّيّ
الحنبلي، المفتي وشيخ الحنابلة.
وسمعا من هبة الله
بن الحسن الدقاق، وأبي الفتح بن البَطِّي، وأبي زُرْعة بن طاهر، وأحمد بن
المُقَرَّب، وعلي بن تاج القراء، ومعمر بن الفاخر، وأحمد بن مُحمَّد الرَّحَبي،
وحيدرة بن عمر العلويّ، وعبد الواحد بن الحسين البارزي، وخديجة النُّهْرُوانية،
ونَفِيسة البَزّازة، وشُهْدة الكاتبة، والمبارك بن مُحمَّد البادَرائي، ومحمد بن
مُحمَّد بن السكَن، وأبي شجاع مُحمَّد بن الحسين المادَرائي، وأبي حنيفة مُحمَّد
بن عبيد الله الخَطيبي، ويحيي بن ثابت.
وتلا على أبي الحسنِِِ
علي بن عساكر بن المُرَحِّب البطائحي الضرير بحرف نافع، وعلى أستاذه أبي الفتح بن
المَنِّيّ بحرف أبي عمرو، وتفقه على أستاذه أبي الفتح بن المَنَّي حتَّى فاق
الأقران، وحاز قَصَب السَّبْق، وانتهى إليه معرفة المذهب وأصوله.
وبعد عودته إلى دمشق
عاد المُوَفَّق مرّة ثانية إلى بغداد سنة سبع وستين وخمسمائة، ومعه عماد الدين أبو
إسحاق إِبرَاهِيم بن عبد الواحد بن علي المقدسي، فأقاما سنة، وحج سنة ثلاث وسبعين
فسمع بمكَّة المكرمة.
وذكر الناصحُ ابن الحنبلي أن ابن قدامة حجّ سنة أربع وسبعين وخمسمائة ورجع مع وفد العراق إلى بغداد، أقام بها سنة، قرأ فيها على شيخه وأستاذه أبي الفتح بن المَنِّيّ، ثم رجع إلى دمشق واشتغل بتصنيف كتاب «المغني».