بِاللهِ،
وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَالْقَدَرِ
خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])، وهذه أصول
الاعتقاد، وتسمى بأركان الإِيمَان.
فلُمْعَة الاعتقاد
معناها بيان الاعتقاد الصَّحِيح الذي يجب الالتزام به وترك ما سواه. «الهادي إلى
سبيل الرَّشَاد»، أي: المُرشد، والرَّشَاد: ضد الغَي والضَّلال؛ فهذا الاعتقاد
يهدي إلى الطريق الصَّحِيح المُوصِل إلى الله سبحانه وتعالى، بخلاف عقائد أهل
الضلال؛ فإنها تهدي إلى الهلاك وإلى الغِواية.
بدأ رحمه الله كتابه بـ «بِسْم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم» عملاً بالسنة في أن بِسْم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم يُبدأ بها في كل أمر ذي بال، يعني: في كل أمر له شأن وأهمية، يُبدأ بها بالنطق ويُبدأ بها في الكتابة، كما بدأ الله سبحانه وتعالى كتابه القُرْآن الكريم بها، وبدأ بها كل سورة من القُرْآن الكريم، وكما كتبها سليمان عليه السلام في كتابه إلى بَلْقيس ملكة سبأ: ﴿قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ ٢٩ إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [النمل: 29- 30]، وهي آية من كتاب الله؛ لأنها نزلت مع القُرْآن، فهي آية من كتاب الله، لكنها آية مستقلة على الصَّحِيح، إلاَّ في سورة النمل فإنها بعض آية، وإلا فهي آية مستقلة ليست من الفاتحة ولا من غيرها من السُّور، وإنما تُقرأ قبل السُّورة، ليست من سورة معينة إلاَّ في النمل فهي بعض آية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).