×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

الحمد لله    المحمود بكل لسان،  المعبود في كل زمان.

*****

 تعالى: ﴿وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا[الأحزاب: 43] فهما اسمان عظيمان يتضمنان وصف الله سبحانه وتعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى.

ثم بدأ بالحمد بعد بِسْم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم، فقال: «الحمد لله» وهذا أيضًا من السنة أن يُبدأ الكلام بالحمد لله، كما كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وكما بدأ الله كتابه بالحمد للهِ ربِّ العَالمِين في سورة الفاتحة، والحمد: معناه الَّثنَاء، فالله جل وعلا يُثنى عليه ويُحمد لذاته ولأسمائه ولصفاته ولأفعاله جل وعلا.

وقوله: «الحمد» الألف واللام للاستغراق، أي: جميع المحامد لله عز وجل فهو المستحق للحمد على الإطلاق، والحمد أعم من الشُّكر؛ لأن الشُّكر يكون على الأَفعَال فقط، وأما الحمد فيكون على أوسع من ذلك على الذَّات وعلى الأسماء والصِّفَات والأَفعَال؛ فقوله: «الحمد لله» أي: الَّثنَاء الكامل مستحق لله عز وجل وحده لا شريك له.

«المحمود بكل لسان» أي: المُثْنى عليه سبحانه وتعالى بكل لغة من اللغات التي علَّمها مخلوقاته، فكل المخلوقات تحمَده وتسبحه سبحانه وتعالى. ﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا[الإسراء: 44] فكل المخلوقات تحمده سبحانه وتعالى بلغاتها التي يعلِّمها سبحانه وتعالى.

«المعبود في كل زمان» أي: المستحق للعبادة سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا، ولا يزال خلقه يعبدونه سبحانه وتعالى إلى أن تقوم السَّاعَة، فلا يخلو زمانٌ من وجود عبَادِ الله سبحانه وتعالى، يعبدونه ويوحدونه إلى أن تقوم السَّاعَة، وكذلك في كل مكانٍ، فإن الله سبحانه وتعالى يُعبد في السَّموَات ويُعبد في الأَرض، كما قال


الشرح