×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

الذي لا يخلو من علمه مكان.

*****

 تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ [الزخرف: 84] أي: معبود، فهو معبود في السَّمَاء سبحانه وتعالى ومعبود في الأَرض، يعبده العالم العلوي والعالم السفلي والجن والإنس في كل مكان من مخلوقاته سبحانه وتعالى، فلا تختص عبادته بمكان دون مكان، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([1])، ولكن الله خصَّ بعض الأماكن لمزيد فضل عبادته سبحانه وتعالى فيها، وإلا فإنه يُعبد سبحانه في كل مكان من أَرضه وسمائه.

«الذي لا يخلو من علمه مكان» يعلم ما في السَّموَات وما في الأَرض: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [المجادلة: 7]، ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [الحديد: 4]، ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [البقرة: 255] فهو يعلم سبحانه وتعالى ما كان وما يكون، ويعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ [آل عمران: 5] علم ذلك سبحانه وتعالى في الأَزَل، ثم كتب في اللوح المحفوظ كل شيء، وهو يعلم سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا، لا ينفك عن علمه سبحانه وتعالى، فعلمه صفة أزليّة أبديّة لله سبحانه وتعالى، عِلمه في كل مكان، وهو سبحانه وتعالى في السَّمَاء


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (328)، ومسلم رقم (521).