والتأويل
والتشبيه والتمثيل .
*****
فهذا رد للمعنى، وهو
مثل رد اللفظ؛ فهم ما بين أمرين: إما أن يردوا النص ولا يقبلوه، وإما أن يقبلوا
النص في الظاهر لكن يؤولونه ويحرفونه عن معناه الصَّحِيح إلى ما يوافقُ أهواءهم
ويوافقُ تصورهم، أو يوافق قواعدهم المنطقية والكلامية والعقليات التي يسمونها،
فيُخْضِعونَ النُّصُوص للعقول والاصطلاحات البشرية، فهذا في الحقيقة يتنافى مع
الإِيمَان بما جاء عن الله وجاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم. الواجب أن نؤمن بما
جاء عن الله ورسوله لفظًا ومعنى، وعلينا أن نقبل اللفظ وأن نقبل المعنى، ولا نتدخل
في تأويله أو تحريفه أو تفسيره بغير معناه، كما فعل أهلُ الضلال من المؤولة
والمعطلة.
«والتأويل» مذهب طائفة «والتشبيه» مذهب طائفةٍ أخرى تُثْبِتُ اللفظ والمعنى لكن تُشبِّه الله بخلقه، وهَؤُلاءِ هم المشبِّهة الذين يُشبهون الله بخلقه، يُشبهون صفاته بصفاتهم وأسماءه بأسمائهم، هَؤُلاءِ غلاة غلو في الإثبات، والصنف الأول المعطلة غَلَوْا في التنزيه والنفي، وكِلا الطائفتين خارج عن الحق والصواب، والحق هو ما عليه أهل السنة والجماعة من إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، هذا هو الصواب الذي عليه أهل الحق، وأما من خالفهم من أهل التعطيل والتأويل أو التشبيه والتمثيل فإن أقوالهم ضلال وباطل.
الصفحة 7 / 304