وتَلَقِّيه
بالتسليم والقَبول وترك التعرض له بالرد
*****
الذين لا يحتجون بالسنة عمومًا أو لا يحتجون
بخبر الآحاد خصوصًا -من أهل الضلال - فهذه طريقة ضالة. فكل ما صح عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم سواء كان متواترًا أو آحادًا في أسماء الله وصفاته وجب الإِيمَان به
والتسليم له؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ
فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7] ولقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾ [النجم: 3- 4]. فكل ما صح عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب -باب الأسماء والصِّفَات- فإنه يجب
الإِيمَان به والتصديق به وتسمية الله ووصفه بذلك، كما في القُرْآن الكريم لا فرق
في ذلك، ومن فَرَّق فإنه يكون من أهل الضلال مكذبًا للرسول صلى الله عليه وسلم،
ومن كَذَّب الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كَفَر.
«تَلَقِّيه» يعني: قَبوله، و «تَلَقِّيه»
يعني: حفظه وروايته والتحدث به وقبوله من غير اعتراض؛ لأنه من عند الله أو من عند
رسوله صلى الله عليه وسلم، وشأننا في ذلك التسليم والانقياد لا الاعتراض والتدخل
بأفكارنا وعقولنا كما يفعل أهل الضلال.
ترك التعرض لما ثبت عن الله في كتابه، أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته من أسماء الله وصفاته بالرد والرفض، كالذين يقولون: لا نقبل الاحتجاج بالسنة، لا نقبل الاحتجاج بخبر الآحاد. هذا ردٌّ لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإِيمَان ببعض الكتاب وكفر ببعض -نسأل الله العافية - وبعضهم لا يردُّ ما جاء في الكتَاب والسُّنَّة، لا يَرُدُ لفظه ولكن يَرُدُ معناه، فيأخذ في التأويل ويفسره بغير تفسيره،