×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم، وكل ما جاء في القُرْآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإِيمَان به

*****

 العباد عليه من أجل أن يعرفوه سبحانه وتعالى ويعبدوه وحده لا شريك له، فلا علم لهم إلاَّ ما عَلَّمَهُم الله جل وعلا حتَّى الملاَئكَة يقولون: ﴿سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ [البقرة: 32].

موصوف سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه العظيم - وهو القُرْآن - وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، فالأسماء والصِّفَات توقيفية لا يجوز لنا أن نُحْدث له اسمًا لم يثبته لنفسه ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أن نُحْدث له صفة لم يصف بها نفسه ولم يصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم هذا معنى قوله: «موصوف بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وبما وصفه به نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم »؛ لأنه لا أعلم بالله جل وعلا من الله، ولا أعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن متبعون ومقتدون، لا نُحْدث شيئًا من عند أنفسنا واستحساناتنا وأفكارنا وعقولنا، هذا ممنوع في حق الله سبحانه وتعالى.

هذا شرح للجملة التي قبلها، فما يخبر به عن ربه سبحانه وتعالى وجب الإِيمَان به والتسليم، فنثبته كما أثبته الله وكما أثبته رسول الله، ولا نتدخل بأفكارنا وعقولنا وتساؤلاتنا في ذلك؛ لأن هذا أمر توقيفي لا يجوز أن نتدخل فيه، وإنما يجب علينا التسليمُ والإِيمَان والانقياد، هذا شأن العبد. وأيضًا لا فَرْقَ بين ما أثبته اللهُ لنفسه في كتابه وبين ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وكل ما صحّ في السنة من أسماء الله وصفاته وجب الإِيمَان به كما يجب الإِيمَان بما في القُرْآن، بخلاف


الشرح