ووسع
كل شيء رحمة وعلمًا ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ
بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه:
110]
*****
«وسع كل شيء رحمة
وعلمًا» أي: وسعت رحمته كل شيء، قال تعالى: ﴿وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ﴾ [الأعراف: 156] وعلمه أيضًا وسع كل شيء -
كما سبق - ﴿يَعۡلَمُ
مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ﴾ [طه: 110]، ﴿وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ [آل عمران: 29]، فلا يخفى شيء على
علمه سبحانه وتعالى، علمه وسع الأشياء كلها بخلاف المخلوق فإنه يعلم شيئًا ويجهل
أشياء كثيرة، أما الله جل وعلا فإنه يعلم كل شيء لا يخفى عليه شيء، كل الأشياء
يعلمها سبحانه وتعالى، ورحمته وسعت كل شيء، حتَّى الكفار وسعتهم رَحمَة اللهِ
سبحانه وتعالى بمعنى أن الله يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم ما يحتاجون إليه، هذا من
رحمته سبحانه وتعالى، وحتَّى الحيوانات تعيش تحت رَحمَة اللهِ سبحانه وتعالى،
يعطيها ويرزقها ويعافيها ويشفيها من الأمراض، ويسخرها للعطف على أولادها مع أنها
لا ترجو من أولادها شيئًا، ومع هذا تشفق على أولادها، وتحن وتحنو على أولادها رحمة
من الله سبحانه وتعالى، هذا من رَحمَة اللهِ التي وسعت كل شيء الحيوانات
والمُؤْمنِين والكفار، هذا في الدُّنيَا، وأما في الآخِرَة فإن رحمته خاصة
بالمُؤْمنِين، أما الكفار فلا طمع لهم برَحمَة اللهِ عز وجل في الآخِرَة.
﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ﴾ أي: يعلم ما مضى ﴿وَمَا خَلۡفَهُمۡ﴾ يعني: ما يأتي في المستقبل ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ لا يحيط العباد بالله عز وجل علمًا، فلا يعلمون ربهم سبحانه وتعالى بمعنى أنهم لا يحيطون بذاته وأسمائه وصفاته، وشأنه سبحانه هذا لا يعلمه العباد إلاَّ ما أطلع الله