×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

أحاط بكل شيء علمًا . وقهر كل مخلوق عزة وحكمًا

*****

يستوي في علمه سبحانه وتعالى الجهر والسر. يسمع الجهر ويسمع السر ﴿وَأَخۡفَى أي: أخفى من السر، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ [طه: 8] لا معبود بحق سواه ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [طه: 8] هذا إثبات الأسماء لله سبحانه وتعالى وأنها حسنى كلها حسنى تامة كاملة منزهة عن النقص والعيب.

«أحاط بكل شيء علمًا» أحاط علمه بكل شيء مما كان وما يكون، في الماضي وفي المستقبل، وفيما لا يعلمه إلاَّ هو سبحانه وتعالى، كل شيء بعلمه سبحانه وتعالى، لا يكون شيء إلاَّ بعلمه.

«قهر كل مخلوق» أي: أخضعه لسلطانه سبحانه وتعالى، «كل مخلوق»، لا يُستثنى من هذا أي مخلوق: من الأغنياء والفقراء والملوك والصعاليك والملاَئكَة والأَنبِيَاء والرُّسل وجميع المخلوقات، كلها مقهورة لله سبحانه وتعالى تحت تصرفه وقهره سبحانه وتعالى وتدبيره سبحانه وتعالى، لا أحد يخرج عن ذلك، ففي هذا ردٌّ على الذين يزعمون أن هناك من الأَوليَاء والأقطاب من يتصرفون في الكون كما يقوله الملاحدة من الصوفية. «عزة» أي: قوة، «وحُكمًا» أي: كل شيء تحت حُكمه سبحانه وتعالى أخضعه له سبحانه وتعالى، يتصرف فيه ويدبره، ولا يستعصي شيءٌ عليه سبحانه وتعالى.


الشرح