و«إِنَّ
اللَّهَ يُرَى فِي الْقِيَامَةِ»، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ونصدق بها لا كيف
*****
لما ذكر المصنف رحمه
الله وجوب الإِيمَان بنصوص الأسماء والصِّفَات على ما جاءت في كتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم أراد أن يذكر مذهب السلف ونماذج من أقوالهم في هذا
المقام، فذكر كلامًا للإمام أحمد، وكلامًا للإمام الشافعي، وكلامًا لعبد الله ابن
مسعود وكلامًا لأمير المُؤْمنِين الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله
وكلامًا للأوزاعي إمام أهل السنة في وقته، كل هذا سيأتي إن شاء الله.
فهذه نماذج من أقوال
السلف الصَّالِح في هذا الباب:
يقول الإمام أحمد: «نؤمن
بها» أي: بهذه النُّصُوص: نزول الله جل وعلا إلى سماء الدُّنيَا، وما أشبه
ذلك، وأنه يُرى يوم القِيَامة عيانًا بالأبصار، يراه المُؤْمنُون بأبصارهم عيانًا،
وما أشبه هذه النُّصُوص، يقول: «نؤمن بها ونصدق بها» خلافًا للمبتدعة الذين لا
يؤمنون بها ويقابلونها بالتكذيب أو بالتأويل والتحريف.
«لا كيف» لا نبحث عن
كيفيتها، فيقال: ينزل إلى سماء الدُّنيَا كيف ينزل؟! الكيفية لا يعلمها إلاَّ
الله، فهو ينزل كما شاء سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يعلم عظمته سبحانه وقدرته إلاَّ الله
جل وعلا فنحن لا نبحث عن كيفية نزوله؛ هل يخلو منه العَرْش أو لا يخلو؟ وهل وهل؟
وكيف ينزل إلى سماء الدُّنيَا، وثلث الليل يختلف باختلاف الأقاليم؟ من الذي خلق
الأقاليم؟ ومن الذي خلق الليل والنهار؟ هو الله جل وعلا فهو القادر سبحانه وتعالى
أن ينزل كيف يشاء وإن كانت تختلف الأقاليم في ثلث الليل. هذا بالنسبة لنا،