ولا
نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شُنِّعت، ولا نتعدى القُرْآن والحديث، ولا نعلم كيف
كُنْه ذلك إلاَّ بتصديق الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القُرْآن.
*****
يترك أول الآية ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11] ويأخذ بآخرها،
والذي يأخذ بأولها ويترك آخرها هذا معطل، وأما المؤمن الموحد فهو الذي يأخذ الآية
كلها ويقول: ﴿كُلّٞ
مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ﴾ [آل عمران: 7].
ونحن نُثْبِتُ ما
وصف الله به نفسه ولو شنع علينا المعطِّلة، وقالوا: أنتم مشبِّهة، أنتم مجسِّمة،
أنتم حَشْوية، إلى آخر ما يقولون؛ فأهل الضلال يصفون أَهْل التَّوحِيد والإثبات،
يصفونهم بأنهم مجسِّمة، ويصفونهم بأنهم مشبِّهة، إلى آخر ما يقولون. فنحن لا نعبأ
بهذه المقالات ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا
يَضِيرنا أن يقولوا فينا ما قالوا من الألقاب؛ لأننا نريد أَرضاء ربنا فلا نريد
أَرضاء الخلق.
هذا يؤكد ما سبق أن
الأسماء والصِّفَات توقيفية، وكذلك كل علم الغيب، وأمور الآخِرَة وأمور القَبْر
كلها من علم الغيب، لا نتدخل إلاَّ حسب الدليل، ولا نتعدى الأدلة.
لا نعرف الكيفية، نحن نعرف المعنى ونثبته لكن لا نعرف كيفية الأسماء والصِّفَات، ولذلك لَمَّا قال رجل للإمام مالك رحمه الله: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5] كيف استوى؟ يسأله عن الكيفية، فأطرق الإمام مالك رحمه الله ثم رفع رأسه وقد عَلَتْه الرُّحَضاء - يعني: العَرق - حياءً من الله سبحانه وتعالى، فقال: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول،
الصفحة 8 / 304