ولا
يَبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقُرْآن كله محكَمه ومتشابِهه.
*****
لا أحد يستطيع أن يصف الله جل وعلا وإنما الله
جل وعلا هو الذي يصف نفسه، أو يصفه نبيه عليه الصلاة والسلام، أما غير النَّبي من
الخلق فلا يستطيع أن يصف الله جل وعلا قال تعالى: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110]، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ﴾: أي بالله جل وعلا: ﴿عِلۡمٗا﴾ أي: لا يعلمون عنه إلاَّ ما علمهم إياه، أنت إذا كنت تجهل الشَّيء هل
تستطيع أن تصفه؟ لا تستطيع أن تصف شيئًا لا تعلمه، فأنت لا تعلم ذات الله جل وعلا
وأسماءه وصفاته، ولا تستطيع أن تصف ذاته سبحانه وتعالى، وإنما هو الذي يصفها، أو
يصفها رسوله صلى الله عليه وسلم بما يوحيه إليه؛ لأنه أعلم بنفسه وبغيره جل وعلا.
هذه طريقة الراسخين
في العلم يقولون: نؤمن بالقُرْآن كله محكَمه ومتشابِهه، فنرد المتشابِه إلى
المحكَم ونفسره به، كلٌّ من عند ربنا، أما الذي يأخذ المتشابِه ويترك المحكَم فهذا
يؤمن ببعض الكتاب ويكفر بعض، فالذي يأخذ أول الآية ويقول: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11] ويقول: هذا يدل على
نفي الصِّفَات؛ لأننا لو أثبتنا الصِّفَات أثبتنا المشابَهة - هذا من الذين في
قلوبهم زيغ؛ لأنه لم يأخذ بالآية كلها، وفي آخرها يقول: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] أثبت لنفسه الأسماء
والصِّفَات، فدل على أنّ إثباتها لا يقتضي المشابهة.
وكذلك الذي يأخذ آخر الآية ويقول: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] ويقول: هذا معناه أنه مشابه لخلقه لا فرق بين سمع وبصر الخلق وسمع وبصر الخالق! نقول: هذا مشبِّه - والعِيَاذ باللهِ – لأنه