ونقول
كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى
ذلك.
*****
فقوله: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11] هذا رد للتشبيه ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ
ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] رد للتعطيل، رد على الذين
يَنفون أسماء الله وصفاته، وقد أثبت الله لذاته الأسماء والصِّفَات ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] السميع: هذا اسم من
أسمائه، والبصير: اسم من أسمائه، والسمع والبصر صفتان من صفاته سبحانه وتعالى، قال
تعالى: ﴿إِنَّنِي
مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾ [طه: 46] فهو يسمع ويُبصر سبحانه وتعالى ما يفعله الخلق، ﴿وَٱللَّهُ بِمَا
تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 265] يُبصر ما تعلمونه لا تَخفَون عليه سبحانه: ﴿ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ
تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ٢١٩ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [الشعراء: 218- 220] ويقول لمُوسَى
وهارون: ﴿إِنَّنِي
مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾ [طه: 46] يسمع ما يقوله لهم فرعون، ويرى ما يقابلهم به من
الجبروت والطغيان.
نقول كما قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] هذه الآية نتخذها
قاعدة ونرد بها على المشبِّهة ونرد بها على المعطِّلة.
نصفه بما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لانتعدى ذلك؛ لأن هذا الباب توقيفي لا مدخل فيه للعقول والأفكار والاستحسانات.