×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ولا نَصِف الله بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حَدّ ولا غاية   ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11].

*****

كذلك نحن نتبعُ ولا نبتدع، لا نصف الله بغير ما وصف به نفسه؛ لأن الأسماء والصِّفَات توقيفية، فنحن لا نُسمي ربنا ولا نصفه إلاَّ بما جاء في الكتَاب والسُّنَّة، ولا نُحدث له أسماء من عند أنفسنا، ولا نُحدث له صفات من عند أنفسنا، هذه قاعدة أن الأسماء والصِّفَات توقيفية، لا يُثبت منها إلاَّ ما جاء في الكتَاب والسُّنَّة.

«بلا حد ولا غاية» أي: أننا لا نُكيف صفات الله سبحانه وتعالى فنذكر حدودها وغاياتها وكيفيتها، هذا ليس من علمنا ولا من مقدورنا، لا يعلم حدودها وغاياتها وكيفيتها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

هذه الآية الكريمة هي القاعدة في هذا الباب، أن الله جل وعلا ليس كمثله شيء، وله أسماء وصفات لا تُشبهها صفات وأسماء المخلوقين، وإن كانوا يوصفون بها ويسمون بها لكن مع الفارق العظيم، فالخالق له سمع والمخلوق له سمع، الخالق له بصر والمخلوق له بصر، الله يتكلم والمخلوق يتكلم، لكن مع الفارق بين صفات الخالق وصفات المخلوق. فنحن لا نُشَبِّه صفات الرب جل وعلا بصفات الخلق، بل نؤمن أن صفات الخالق تليق به جل وعلا، وصفات المخلوقين خاصة بهم وتليق بهم؛ ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11]: ليس السمع كالسمع، ولا البصر كالبصر، ولا القدرة كالقدرة، ولا اليد كاليد، ولا الوجه كالوجه؛ فلا مشابهة بين صفات الخالق وصفات المخلوقين.


الشرح