ولا
نرد شيئًا منها، ونعلم أن ما جاء به الرَّسُول حق، ولا نرد على رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
*****
يقول: لا معنى، هذه طريقة المفوضة، والإمام أحمد
ليس من المفوضة، هو من المفوضة في الكيفية؛ لأن الكيفية يجب تفويضها، أما المعنى
اللغوي فهذا واضح لا يُفوض، بل يُفسر ويبين.
لا نرد شيئًا من
النُّصُوص كما يرده المبتدِعة؛ لأنها تخالف عقولهم، فيردون النُّصُوص ويحكِّمون
العقول.
ما جاء به الرَّسُول
حق ليس فيه خطأ وليس فيه تضليل ولا تلبيس، وإنما هو حق على حقيقته، جاء به أصدق
الخلق عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى، الأمين المأمون عليه الصلاة
والسلام، فما جاء به حق على ظاهره وعلى حقيقته.
كما يفعل أهل الضلال الذين يردون على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فالرَّسُول يقول: «يَنْزِلُ رَبُّنَا» ([1]) وهم يقولون: ينزل أمره، فيستدركون على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقولون: ما بيّن الرَّسُول الحقيقة! قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا» والواقع أنه ينزل أمره! فهذا استدراك على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وكذلك: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: 22] يقولون: يجيء أمره! هذا استدراك على القُرْآن، واستدراك على رب العالمين سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7494)، ومسلم رقم (758).