×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

لا تحتاجون إلى زيادة وإلى تكلف، يكفيكم أن تعملوا بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما قاله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالواجبُ الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله، والاقتداء أيضًا بصحابة رسول الله الذين هم تلاميذ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فهذا واحد من أكابرهم وأفاضلهم يوصينا بهذه الوصية العظيمة: «اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ» لم يبق لأحدٍ مجال في أنه يزيد ويُنقص، ويخترع للنَّاس أمورًا يظن أنها خير وأنها تُقرب إلى الله. ومن هنا يجب على طالب العلم إذا عَرَض في نفسه شيء يستحسنه ويريد أن يقوله أو يكتبه فعليه أن ينظر: هل هذا الشَّيء ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله؟ هل قال به أحد من السلف؟ فإن وجده فالحمد لله لقد وُفق للصواب، وأما إذا لم يجده فعليه أن يحذر وأن يبتعد عن هذا الذي عَرَض له، ويعلمُ أنه بدعة. بعض طلبة العلم يأتون بعبارات جديدة وألفاظ جديدة وقد أخطأوا الصواب في هذا، فلا يجوز لأحد أنه يجيء بعبارة من عنده، أو يتقعر ويتعمق ويجيء بمعانٍ ما قالها السلف ولا فهموها، خصوصًا في باب الأسماء والصِّفَات، عليه أن يحذر من أن يقول كلمة لم يقلها من سبق من السلف الصَّالِح، يقول ابن مسعود: «كُفِيتُمْ» ما لنا مجال في أن نتعمق في النُّصُوص ونجيء بشرح لها لم يقله السلف الصَّالِح، أو نقول عبارات ما نطق بها السلف الصَّالِح. هذه قاعدة عظيمة أنك لا تُطلِقَ لنفسك العَنان - خصوصًا في باب الأسماء والصِّفَات - أو تذكر معاني لم يذكرها السلف الصَّالِح، تجنب هذا؛ لأن هذا مَزِلة أقدام وأنت


الشرح