وقال
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : كلامًا معناه: قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم
وقفوا،
*****
بعافية والحمد لله.كم رأينا بعض كتّاب العصر
والمؤلفين قد ارتكبوا أخطاء في استخدام عبارات واصطلاحات استحسنوها وكتبوها، وهي
أخطاء لم يُسبقوا إليها - خصوصًا في كتب العقائد - وهذا غلط كبير، والواجب الوقوف،
فكل شيء لم يقله السلف الصَّالِح يجب علينا أن نتجنبه، هذا هو طريق النجاة، هل نحن
بلغنا علم السلف أو ساويناهم في العلم حتَّى نباريهم في العبارات وفي فقه
النُّصُوص؟! ما بلغنا هذه المرتبة. ثم أيضًا هم أعمق منا علمًا وفَهْمًا؛ لأنهم
أخذوا عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولهذا يقول عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه: «أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَغْزَر النَّاسِ
عِلْمًا وَأَقَلُّهُمْ تَكَلُّفًا، قَوْم اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صلى الله عليه وسلم » فأغزر النَّاس علمًا هم الصحابة، وأقلهم تكلفًا، لا
يتكلفون ولا يتقعرون في الألفاظ، وإنما يأخذون من مقتضى الكتاب والسنة بدون تكلف
وتشقيق للعبارات.
هو عمر بن عبد
العزيز بن مروان، من خلفاء بني أمية، خليفةٌ عادل وإمامٌ جليل وعالم رباني رحمه
الله يعتبر من رءوس المجددين لهذا الدين، تولى الخلافة بعد عمه سليمان بن عبد
الملك.
«قف حيث وقف القوم» هذا مِثل كلام ابن
مسعود، شيء ما قاله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قاله تلاميذهم من
التابعين وأتباع التابعين لا يجوز لك أن تُحدثه وأن تقول به.
لا عن جهل، بل رأَوا أن هذا لا يجوز الدخول فيه.