×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فيها إثبات الصِّفَات الذَّاتية كالوجه واليدين، وإثبات الصِّفَات المعنوية كالعلم والإرادة والقدرة، والصِّفَات الفضيلة كالخَلق والرزق والكلام والاستواء.

قوله: «وقراءة أخبارها» أي: والآثار، يعني بها أحاديث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم تُسمى بالآثار، وتُسمى بالأحاديث، وتُسمى بالسنة، كلها أسماء لأحاديث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قرأوها وأقروها على ما جاءت، لم يتعرضوا لتأويلها ولم يتكلفوا شيئًا لمعرفة كيفيتها، بل أَمَرُّوها كما جاءت، ولم تُشكل عليهم؛ لأنهم يعلمون معناها؛ لأنها نزلت بلسانهم وهم عرب فصحاء، ولم يسألوا عنها ولم يبحثوا فيها لعلمهم بما تدل عليه، ولم يعترضوا عليها، وما وقع في أفهامهم أن هذا فيه تشبيه، فهم يعلمون الفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، وما قالوا في قوله: ﴿ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ والمخلوق سميع بصير فيلزم التشبيه، ما قالوا هذا؛ لأنهم يعلمون أن صفات الخالق تختص به وصفات المخلوقين تختص بهم، فليس سمع المخلوق كسمع الخالق، ولا بصر المخلوق كبصر الخالق، ولهذا قال: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] ما أَشكلت هذه الآية على صحابة رسول الله ولا على أهل العلم في القرون المفضلة، بل قرأوها وأقروها كما جاءت مثبتين ما دلت عليه حتَّى جاءت خُلوف من الأعاجم وأولاد الأعاجم الذين في فِطَرهم تلوث من الوثنية ومن مذاهب الكفار، وصاروا يَخْبِطون خبط عشواء ويتحذلقون فيها، وأما أهل العلم الراسخون في العلم فإنهم لم


الشرح