×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

الخالق وصفات المخلوق؛ فإنه لا يقع عنده أدنى شك في إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه الله عن نفسه.

والرَّسُول صلى الله عليه وسلم مُبَلِغٌ عن الله جل وعلا وما ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحي يوحى، والسلف رووا هذه الأدلة قرأوها وحفظوها وتناقلوها، ولم يقع عندهم إشكال وتساؤلات مما دل أنها على ظاهرها وعلى مدلولها، وأنه يجب إقرارها وإمرارها من غير تعرض لمعناها بالتأويل أو بالتشكيك، أو غير ذلك مما يقع من الخواطر النفسية، أو ما يلقيه شياطين الإنس والجن ليُضلوا عباد الله ويَصرفوهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم. فالقُرْآن في غاية البيان وغاية الفصاحة، والسنة في غاية البيان وغاية الفصاحة، لا يراد منهما غير ما يظهر من ألفاظهما، ولو كان يراد من أدلة القُرْآن والسنة غير ما يظهر من ألفاظهما لكان القُرْآن والسنة فيهما تضليل للنَّاس، والله أنزل القُرْآن والسنة لهداية النَّاس، ولم ينزلهما لتضليل النَّاس وحمل النَّاس على أن يعتقدوا خلاف ما تدل عليه هذه النُّصُوص، فهذا وصف للقرآن والسنة أنه تضليل للأفهام والعقول، ولذلك احتاجوا إلى التأويل وإلى التحريف، وهذا اتهام لكلام الله وكلام رسوله بعدم الوضوح وعدم البيان وعدم الهداية.

فإجماعهم على ذلك دليل على أنهما على ظاهرهما، وأنه يجب اعتقاد ما دلاّ عليه، وإلا لم يكن الكتاب والسنة للهداية وإنما كانا للتضليل على حسب زعم هَؤُلاءِ الذين شككوا في هذه الأدلة وراحوا يؤولونها ويصرفونها عن مدلولاتها حتَّى تتوافق مع أهوائهم ومع


الشرح