فهذا
وما أشبه مما أجمع السلف على نقله وقَبوله، ولم يتعرض لرده ولا تأويله ولا تشبيهه
ولا تمثيله.
*****
أعظم المخلوقات
وأعلى المخلوقات، ففيه إثبات العلو وإثبات الاستواء لله عز وجل وفيه عظمة هذه
المخلوقات وهذه الكائنات، وبيان سَعتها وما بينها من المسافات العظيمة. والشاهد
منه إثبات العلو لله سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه
وتعالى كما دلت على ذلك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة.
هذا الذي ذكره
المؤلف من الآيات القُرْآنية والأحاديث النبوية لإثبات الصِّفَات لله عز وجل مما
أجمعت الأمة على نقله وقَبوله وعدم التعرض له بالتأويل أو بالتشبيه، بل قبِلوه كما
جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشكّوا في ذلك ولم يتدخلوا
بأفهامهم وعقولهم، ولا يقيسون الله جل وعلا بخلقه، بل يعتقدون أن الله أعظم من كل
شيء سبحانه وتعالى، فلا يقاس بخلقه فيقال: هذه الصِّفَات موجودة في المخلوقين فإذا
أثبتناها لله فقد شبهناه بالمخلوقين! كما تقوله المعطِّلة - تعالى الله عن ذلك -
بل نقول: القاعدة العظيمة أنه لا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق، كما أنه لا
تشابه بين ذات الخالق وذوات المخلوقين، وأن مجرد الاشتراك في الألفاظ والمعاني لا
يدل على التشابه في الحقيقة والكيفية.
فمن عرف هذه القاعدة
وفهمها فإنه لا يُشكِل عليه أي شيء من آيات الأسماء والصِّفَات، وإنما يقع الإشكال
لمن لم يفهم هذه القاعدة ولم يعرفها، فحينئذ يقع في نفسه شيء من الشكوك والأوهام،
أما من عرف هذه القاعدة، وهي الفرق بين الخالق والمخلوق، والفرق بين صفات