×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وفيما نُقل من علامات النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأَرض ويزعمون أن إلههم في السَّمَاء .

وروى أبو داود في ((سننه)): أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» - وذكر الخبر إلى قوله -: «وَفَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْش، وَاللهُ سبحانه فَوْقَ ذَلِكَ» ([1]).

*****

هذا الأثر من الإسرائيليات، فيه وصف هذه الأمة بأنهم يسجدون في الأَرض، ويزعمون أن إلههم في السَّمَاء، ففيه أن عقيدة هذه الأمة إثبات العلو وأن الله سبحانه وتعالى في السَّمَاء. وهذا من الإسرائيليات التي نحن في غنى عنها بكتاب ربنا وسنة نبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، ولكن لعل المؤلف ذكره من باب الاستئناس فقط، وأنه أثبت ما تدل عليه الأدلة الصَّحِيحة من أن الله في السَّمَاء.

هذا الحديث مر في آخر كتاب التَّوحِيد، للشيخ مُحمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو حديث العباس بن عبد المطلب، وغيره من الأحاديث التي فيها ذكر المسافة التي بين السَّمَاء والأَرض، وأنها خَمسمائة عام، وذكر ما بين كل سماء وسماء، وأن ذلك خَمسمائة عام، وأن كِثف كل سماء خَمسمائة عام، وأن فوق السَّموَات بحر ما بين أسفله وأعلاه خَمسمائة عام، وأن فوق ذلك الكرسي وفوق الكرسي عرش الرحمن، وأن الله سبحانه وتعالى فوق العَرْش. فهذا فيه إثبات علو الله جل وعلا فوق مخلوقاته جميعًا، وأنه سبحانه وتعالى مستوٍ على العَرْش الذي هو


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4723)، والترمذي رقم (3320)، وابن ماجه رقم (193)، وأحمد رقم (1770).