×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وهو كتاب الله المبين  وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ،

*****

هو كتاب الله، وهو كلام الله، وهو القُرْآن، أسماء كثيرة له، فهو كتاب الله؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في المصاحف، وهو كلام الله؛ لأن الله تكلم به جل وعلا لا كلام غيره، وهو القُرْآن، وهو الفرقان، وهو الذكر الحكيم، وهو الهدى والبيان، إلى آخر أسماء القُرْآن العظيم مما يدل على عظمته؛ لأن الشَّيء إذا كثرت أسماؤه وصفاته دل على عظمته.

«كتاب الله المبين» الذي بَيَّن فيه سبحانه وتعالى ما يحتاجه العباد، فهو مبين بمعنى بيِّن واضح فصيح، وهو مبين بمعنى مبيِّن لما يحتاجه النَّاس من أمور دينهم ودنياهم، فهو كتاب عظيم شامل جامع لا تفنى عجائبه ولا تنفد علومه.

الحَبل معروف، وهو ما يُعلق به للنجاة والسَّلامة من الخطر، فالقُرْآن حبل الله، قال الله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103] حبل الله هو القُرْآن أو هو الإِسْلاَم، وفي الحديث: «هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ» ([1]) الذي طرفه بيد الله وطرفه بأيدينا بمعنى: من سار على نهجه وصل إلى الله جل وعلا ونجا.

وهو الصِّراط المستقيم، قال تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفاتحة: 6] وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا [الأنعام: 153] الصِّراط هو الطريق في اللغة، والمراد به هنا: قيل: القُرْآن،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2906)، والدارمي رقم (3374)، والبزار رقم (836).