×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين ،

*****

وقيل: الرَّسُول، وقيل: الإِسْلاَم، والكل حق، فالقُرْآن صراط الله، والإِسْلاَم صراط الله، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم صراط الله، أي: الطريق الموصل إليه سبحانه وتعالى.

«تنزيل رب العالمين» قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّهُۥ أي: القُرْآن ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ[الشعراء: 192- 195] هذه أوصاف القُرْآن: تنزيل رب العالمين، نزل من عند الله، تنزيل من حكيم حميد، تنزيل الكتاب من الله، فهو منزل من الله غير مخلوق - كما تقوله الجَهْمِية قبحهم الله - بل مُنْزَلٌ من الله، تكلم اللهُ به وأنزله على رسوله بواسطة جبْرِيل عليه السلام.

قال تعالى: ﴿عَلَىٰ قَلۡبِكَ الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ﴿لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ لتنذر النَّاس بهذا القُرْآن العظيم، فالقُرْآن حجة الله جل وعلا على عباده: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ [الأنعام: 19] فهو حجة الله على عباده، فمن بلغه القُرْآن وهو يفهمه - لو أراد - قامت عليه الحجة ولا عذر له.

بلغة العرب التي هي أفصح اللغات، بل بلغة قريش التي هي أفصح لغات العرب، فهو فصيح، وأفصح اللغات لغة العرب، وأفصح لغات العرب لغة قريش التي نزل بها القُرْآن الكريم، فلا أفصح من القُرْآن العظيم في ألفاظه وكلماته ومعانيه.


الشرح