وهذا
هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا: ﴿لَن نُّؤۡمِنَ بِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ﴾ [سبأ: 31]،
وقال بعضهم: ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ﴾ [المدثر: 25] فقال
سبحانه: ﴿سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ﴾ [المدثر: 26].
*****
إلى أن تقوم
السَّاعَة: ﴿وَإِن
كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن
كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٣ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ
وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 23- 24] ما استطاع أحد ولن
يستطيع، ﴿وَلَن
تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ
أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 24] هذا إخبار عن المستقبل وتحدي قائم إلى أن تقوم السَّاعَة،
فالقُرْآن قائم يتحدى العالم والبشر كلهم -الجن والإنس- على أن يأتوا بمثل أقصر
سورة من سور القُرْآن. فهذا برهان واضح على أن هذا القُرْآن تنزيل من حكيم حميد،
وأنه كلام الله جل وعلا؛ لأن أحدًا لا يستطيع أن يأتي بمثل كلام الله جل وعلا.
هذا من جملة مقالاتهم؛
فهم قالوا: ﴿لَن
نُّؤۡمِنَ بِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَلَا بِٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ﴾ [سبأ: 31] هذا من باب العناد
-والعِيَاذ باللهِ- والمكابرة.
«وقال بعضهم» هو: الوليد بن المغيرة المخزومي، من أشد خصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكَّة، قال: ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ﴾ [المدثر: 25]، قال الله جل وعلا متوعدًا له: ﴿سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ﴾ وهي: جهنم ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سَقَرُ ٢٧ لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ﴾ [المدثر: 27، 28] لأنه قال هذه المقالة وهو يعلم أن هذا القُرْآن ليس من كلام البشر وأنه من كلام الله، وهو قد اعترف بأن هذا القُرْآن لا يمكن أن يكون من كلام البشر، لكن لما رأى