×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

 الله جل وعلا بمواقع النجوم؛ لأن هذه النجوم ليس لها تصرف، وإنما هي من مخلوقاته سبحانه وتعالى.

وقيل: المراد بمواقع النجوم: نجوم القُرْآن؛ لأن القُرْآن نزل منجمًا على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم حسب الوقائع والحوادث من حيث بعثته صلى الله عليه وسلم إلى أن توفاه الله، وكان القُرْآن ينزل عليه مجزءًا حسب الوقائع والحوادث خلال ثلاث وعشرين سنة، هذا وقت نزول القُرْآن، ومنه المكي ومنه المدني ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ [الفرقان: 32] هذا من جملة اعتراضاتهم السخيفة، ليس المهم في نزول القُرْآن جملة واحدة أو مفرقًا، وإنما المهم أنكم تتبعون القُرْآن، لكن هذا من اعتراضاتهم السخيفة ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا ٣٢ وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا[الفرقان: 32، 33] هذه هي الحكمة في تنزيل القُرْآن على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم منجمًا؛ لأن هذا أسهل على الأمة، فلو نزلت التكاليف والأوامر والنواهي جملة واحدة لشق ذلك على الأمة، فالله جل وعلا نزّل هذا الشرع شيئًا فشيئًا، فكان هذا أرفق بالأمة. ﴿إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ [الواقعة: 77، 78] وهو اللوح المحفوظ ﴿لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ [الواقعة: 79] وهم الملاَئكَة الكرام عليهم الصَّلاة والسَّلام ﴿تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الواقعة: 80]، أي: هذا القُرْآن تنزيل من الله جل وعلا لا من اللوح المحفوظ ولا من جبْرِيل ولا من مُحمَّد، وإنما هو منزل من الله جل وعلا.


الشرح