وقال
تعالى: ﴿بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ
ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بَِٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [العنكبوت: 49] وقال:
﴿إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ﴾ [الواقعة: 77- 78]. بعد
أن أقسم على ذلك .
*****
أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [يونس: 16] بقي الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم في مكَّة أربعين سنة قبل البعثة، يعيش معهم ويعرفونه ولا يعرفون
أنه تعلم ولا أنه سافر وتعلم في بلاد أخرى، بل كان موجودًا معهم في مكَّة عليه
الصلاة والسلام، يعرفون أمانته، ويعرفون أخلاقه عليه الصلاة والسلام، عاش بينهم
أربعين سنة وما تحدث إليهم بشيء من هذا القُرْآن، ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن
يبعثه وأن يرسله أنزل عليه هذا القُرْآن، فبلغه كما جاء، والمعنى: فما الذي جعلني
أربعين سنة لا أتكلم بشيء من هذا، وبعد الأربعين تكلمت بهذا بعد أن أنزله الله جل
وعلا ؟!.
﴿بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ﴾ [العنكبوت: 49] دلالات واضحة على
أنه من عند الله جل وعلا ﴿فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ﴾ [العنكبوت: 49] يحفظونه في صدورهم
ويتلونه، فحفظه بسهولة وتلاوته دليل على أنه من عند الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: 75، 76] أقسم بمواقع النجوم، قيل: المراد بالنجوم: نجوم السَّمَاء، وكانوا في الجاهلية يعتقدون فيها أنها تُنزل المطر، أو أنها تُؤثر في نزول المطر؛ لأن من اعتقاد الجاهلية الاستسقاء بالنجوم ونسبة المطر إلى طلوع النجم أو غروبه، فأقسم