×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقال الله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ [يونس: 15] فأثبت أن القُرْآن هو الآيات التي تتلى عليهم .

*****

﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ [يونس: 15] آياتنا: يعني آيات القُرْآن، وبينات: واضحات الألفاظ والمعاني والدلالات، ليس فيها لبس ولا غموض ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا [يونس: 15] يعني: لا يؤمنون بالبعث والنشور والحساب، قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ [يونس: 15] يقولون: نريد غير القُرْآن هذا، هات لنا غيره ونسلم ونؤمن، إذا جئت لنا بغير هذا القُرْآن نحن على استعداد أن نسلم؛ لأنهم يظنون أن هذا القُرْآن من كلام الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا لنبيه: ﴿قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ [يونس: 15] أنا مبلغ فقط، أما الذي يبدله وينسخه وينسخ منه ما يشاء هو الله جل وعلا الذي تكلم به ﴿إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ [يونس: 15] أنا مجرد مُبلِّغ متبع وواسطة بينكم وبين الله سبحانه وتعالى في تبليغ رسالته: ﴿قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ [يونس: 15] لو تصرف النَّبي صلى الله عليه وسلم بهذا القُرْآن وبدل منه شيئًا لعذبه الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ [الحاقة: 44- 46] الرَّسُول لا يتصرف في القُرْآن، وإنما يبلغه كما جاء من عند الله عز وجل والرَّسُول مهمته أنه يبلغ الرسالة، ثم قال: ﴿قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ


الشرح