×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ نَزَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ بَعۡضِ ٱلۡأَعۡجَمِينَ ١٩٨ فَقَرَأَهُۥ عَلَيۡهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ مُؤۡمِنِينَ [الشعراء: 198، 199]، ﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ [فصلت: 44] كيف ينزل قرآن أعجمي على نبي عربي؟! والله جل وعلا من حكمته أنه أنزل القُرْآن بلغة النَّبي صلى الله عليه وسلم وبلغة المرسل إليهم والمبعوث فيهم: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ [إبراهيم: 4] الرَّسُول يكون بلسان قومه ويتكلم بلغتهم يخاطبهم بما يعرفون، ومن ذلك أنه خاطبهم بهذا القُرْآن المكون من الحروف والكلمات والجمل والتراكيب التي هي موجودة في لغتهم، فما الذي منعهم أن يأتوا بمثله؟ الذي منعهم هو أن هذا القُرْآن معجز؛ لأنه كلام الله، ولا يمكن لأحد أن يأتي بكلام يشبه كلام الله؛ لأن كلامه من صفاته جل وعلا وصفاته لا يشبهها صفات خلقه، كما قال تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] فلا يمكن أن يأتي كلام يشبه كلام الله؛ لأن صفات المخلوقين لا تُشبه صفات الخالق سبحانه، وكلام المخلوقين لا يشبه كلام الخالق سبحانه وتعالى، فدل على أن هذا القُرْآن منزل من عند الله وأن الرَّسُول إنما هو مبلغ عن الله جل وعلا.


الشرح