×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد: إنه شعر، وقال الله عز وجل: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ [البقرة: 23].ولا بالإتيان بمثل ما لا يُدرَى ما هو يجوز أن يتحداهم ولا يُعقل

*****

﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ [البقرة: 23] إن كنتم أيها الكفار في شك ﴿مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا [البقرة: 23] وهو مُحمَّد صلى الله عليه وسلم نزلنا عليه القُرْآن ﴿فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ[البقرة: 23] فاستعينوا بمن شئتم ليشهدوا معكم ويعينوكم ﴿إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [البقرة: 23] أنه من كلام البشر ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْأي: لن تقدروا على الإتيان بسورة ﴿وَلَن تَفۡعَلُواْ في المستقبل إلى أن تقوم السَّاعَة، فاعلموا أنه كلام الله جل وعلا وأنكم كذبتم على الله وعلى رسوله ﴿فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 24] لأن هذا جزاء من عاند وكابر وجحد بآيات الله سبحانه وتعالى وجادل فيها.

ما تحداهم الله إلاَّ بشيء من جنس كلامهم، حروف وكلمات وجمل من جنس كلامهم، يعرفون معانيه، ويعرفون تراكيبه بحكم أنهم عرب فصحاء، فهو تحداهم أن يأتوا بشيء يشبه هذا القُرْآن العظيم مما هو من كلامهم، لم يتحداهم بشيء لا يقدرون على حروفه أو على الكلمات التي يتخاطبون بها أو شيء لا يعلمون معناه، هو كلام عربي فصيح، تراكيب من حروف وكلمات وجمل، ومعانيه معروفة لديهم؛ لأنه بلغتهم وبلسانهم الذي يتخاطبون به فيما بينهم،


الشرح