﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ
تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42]. وقوله تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ
بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ
لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾ [الإِسرَاء:
88] .
*****
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ﴾ [فصلت: 41] يعني: منيع الجانب
لا أحد يصل إليه بتغيير ﴿لَّا
يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ﴾ [فصلت: 42] ليس قبله شيء يكذبه
ولا بعده شيء يكذبه ﴿تَنزِيلٞ
مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42] وهو الله جل وعلا فالقُرْآن مُنزَلٌ غير مخلوق.
لما أنزل الله تعالى القُرْآن تكلم الأعداء والكفرة، قالوا: إن هذا القُرْآن أساطير الأولين اكتتبها، يعني: أخبار الأمم الماضية كتبها مُحمَّد وصار يقرؤها عليكم، ما نزل عليه شيء من الله إنما هي أساطير، والأكاذيب السابقة يُسمونها أساطير، وبعضهم قال: هذا القُرْآن شعر، وبعضهم قال: إنه سحر، وقالوا، وقالوا، وبعضهم قال: لو شئت لأنزلت مثل ما أنزل الله، وقالوا: إن القُرْآن ليس من عند الله، وإنه من عند مُحمَّد، ووصفوه بهذه الأوصاف: ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ﴾ [المدثر: 25] قول مُحمَّد ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا ٤ وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا﴾ [الفرقان: 4، 5].تحداهم الله جل وعلا فقال: ما دمتم تقولون: إن هذا القُرْآن من عند مُحمَّد وإنه من كلام البشر، ومحمد بشر مثلكم، وهذا القُرْآن مكون من حروف ومن كلمات ومن