×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وخاص وعام، وأمر ونهي

*****

في القُرْآن خاص وعام، العام هو اللفظ الشامل لكل الأفراد، والخاص هو اللفظ الخاص بطائفة، مثل ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ [العصر: 2] هذا لفظ عام لجميع الإِنسَان جميع البشر ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ[العصر: 3] هذا خاص؛ لأن المخصِّصات أنواع: منها مخصِّصات متصلة، ومنها مخصِّصات منفصلة، كما هو معلوم في كتب الأصول، والعام يُحمل على الخاص.

الأمر: طلب الفعل، مثل: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ [البقرة: 43] طلب الصَّلاة وطلب الزكاة، والنهي: طلب الكف: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ [الإِسرَاء: 32] هذا نهي عن وسائل الزنا؛ من النظر، وكشف العورة، والخلوة بالأجنبية، وسفر المرأة بدون محرم، كل هذه من وسائل الزنا ومن الموصلة إليه فنهى عنها الشارع، قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ ولم يقل: ولا تزنوا فقط، وإذا نهى عن الشَّيء وعن أسبابه فهو أبلغ مما لو نهى عن الشَّيء نفسه فقط، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ [البقرة: 188] هذا نهي، أي: لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل، يعني: بغير طريق شرعي وبغير إذن من صاحب المال المالك ﴿إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ} [النساء: 29] إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي التي في القُرْآن، الأمر بكل خير والنهي عن كل شر.


الشرح