×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَحَنَ فِيهِ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَة» حديث صحيح.

*****

﴿الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ [البقرة: 1، 2] فأشار إلى القُرْآن الكريم وأنه لا ريب فيه هدى للمتقين، ومثل: ﴿صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ [ص: 1]، ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ [ق: 1]، ﴿حمٓ ١ عٓسٓقٓ ٢ كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الشورى: 1 - 3]، ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود: 1]، ﴿الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ ١ إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ [يُوسُف: 1-2] إلى غير ذلك، فغالبًا ما يأتي ذكر الكتاب وذكر القُرْآن بعد هذه الحروف المقطعة إشارة إلى الإعجاز، هذا الرأي الثاني هو اختيار شيخ الإِسْلاَم ابن تيمية وجماعة من أهل العلم.

«مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَهُ» ([1]) أعربه، يعني: أقامه على الوجه العربي من غير لحن فيه، فهذا متقن للقرآن، ودليل على عنايته به، فله بكل حرف عشر حسنات؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. فهذا فيه دليل على فضل إتقان قراءة القُرْآن والسَّلامة من اللحن فيه، وأما من قرأه ولم يعربه بأن كان لا يحسن العربية فقد يرفع المنصوب وينصب المخفوض، هذا له أجر على قدر استطاعته وتكلفه، وخطؤه مغفور؛ لأن هذا منتهى جهده وطاقته، وقد جاء في الحديث الآخر: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (2097)، والطبراني في «الأوسط» رقم (7574).