الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([1]) فدل على أنه مطلوب تلاوة القُرْآن حسب استطاعة المسلم، فإن كان يستطيع أن يتعلم وأن يعدِّل القراءة وجب عليه ذلك ولا يبقى جاهلاً بالقراءة، وإن كان لا يستطيع أن يعدِّل فإنه يقرأ على حسب استطاعته، لا يكلف الله نفسًا إلاَّ وسعها، ولا يترك تلاوة القُرْآن وقراءة القُرْآن بل يحاول حسب استطاعته. هذا من ناحية، والناحية التي ساق المصنف الحديث من أجلها هي أن قارئ القُرْآن ليس له إلاَّ التلاوة والقراءة، أما المقروء فهو كلام الله سبحانه وتعالى، والقراءة هي عمل القارئ، ولذلك يتلوه بصوت حسن وبصوت غير حسن، فاختلاف القراءة بألسنة النَّاس دليل على أن القراءة من عمل النَّاس، وأما المقروء والمتلو فهو كلام الله سبحانه وتعالى، ولهذا يقولون: الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري؛ فالتلاوة عمل الإِنسَان والمتلو هو القُرْآن كلام الله سبحانه، من النَّاس من يحسنه ويتقنه ومنهم من دون ذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (798).