×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

والمُؤْمنُون يرون الله تعالى بأبصارهم

*****

وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ[الحديد 13، 14] يعني: في الدُّنيَا ﴿قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ [الحديد: 14].

كانوا في الدُّنيَا مع المُؤْمنِين يصلون ويجاهدون لكنه ليس عن إِيمَانهم، وإنما هو عن نفاق - والعِيَاذ باللهِ - فيعطَون نورًا يوم القِيَامة من باب الخديعة والمكر بهم، كما أنهم يمكرون بالدُّنيَا مكر الله بهم، أعطاهم نورًا ثم سلبه منهم، وذلك لشدة حسرتهم، والعِيَاذ باللهِ.

الشاهد أنه إذا عُدي النظر بنفسه فمعناه الانتظار: ﴿ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ [الحديد: 13]، ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ [البقرة: 210] أي: ما ينتظر هَؤُلاءِ إلاَّ قيام السَّاعَة، وإذا عُدي بفي: ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ [يونس: 101] فمعناه التفكير والاعتبار: ﴿أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [الأعراف: 185] يعني: تفكروا في مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

الخلاصة:

إذا عُدي النظر بنفسه فمعناه: التوقف والانتظار.

وإذا عُدي بإلى فمعناه: المعاينة بالأبصار.

وإذا عُدي بفي فمعناه: التفكر والاعتبار.

بأبصارهم ردًّا على من يقول: إنهم ينظرون إليه بقلوبهم أو ينظرون إلى نعمته، ينظرون إلى جنته وإلى نعمته، ينظرون إلى الله، يعني: إلى جنته، وهذا تحريف لكلام الله عز وجل بل ينظرون إلى الله


الشرح