×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فلما حجب أولئك في حال السخط  دل على أن المُؤْمنِين يرونه في حال الرضا وإلا لم يكن بينهما فرق.

وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ» ([1])حديث صحيح متفق عليه. وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية ، لا للمرئي بالمرئي، فإن الله لا شبيه له ولا نظير.

*****

هذا وجه الاستدلال.

ولهذا يقول الشافعي رحمه الله: إذا كان حجب أعداءه عن رؤيته فهذا دليل على أن أَوليَاءه يرونه سبحانه وتعالى، وإلا لم يكن هناك فرق بين المُؤْمنِين والكافرين، لو كان الله لا يُرى في الآخِرَة ما كان هناك فرق بين المُؤْمنِين والكافرين فيكونون كلهم محجوبين.

«لاَ تُضَامُونَ» يعني: ما تجتمعون في مكان واحد ويحصل زحام، مثل ما يحصل عندما يريد النَّاس أن يروا شيئًا واحدًا يتزاحمون يريدون رؤيته، والله جل وعلا أبين من كل شيء، لا يحتاج النَّاس للتزاحم كي يرونه سبحانه، إنهم يرونه من غير مزاحمة، كلٌّ في مكانه ومنزله.

أي: تشبيه لرؤية الله برؤية الشمس والقمر، وليس تشبيهًا للمرئي بالمرئي.

ولهذا قال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ» تشبيه للرؤية بالرؤية، والأشاعرة أرادوا أن يخرجوا من مذهب المعتزِلة؛ لأنهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (554)، ومسلم رقم (633).