×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ويكلمهم ويكلمونه ، قال الله تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ [القيامة: 22، 23]، وقال تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ [المطففين: 15].

*****

يسلم عليهم ويردون عليه السلام، ويكلمهم ويكلمونه، ولهذا جاء في الحديث: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ» ([1]).

﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ [القِيَامة: 22] الأولى من النُّضرة بالضاد، وهي الحُسن والبَهاء ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ [القِيَامة: 23] بالظاء: تنظر إلى ربها عيانًا إكرامًا لها، والمعطِّلة يقولون: ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا إلى مفرد جمعه آلاء، ومعنى إلى: نعمة، إلى ربها: إلى نعمه؛ لأن الآلاء هي النعم، فيريدون ما ورد في قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 13] بينما إلى حرف جر ليست مفردًا جمعه آلاء، إلى حرف جر معروف، لكن الذي حملهم على هذا هو - والعِيَاذ باللهِ - التعصب للمذهب، وهذا تحريف لكلام الله عز وجل.

فإذا كان يُحجب الكفار عن رؤيته يوم القِيَامة فهذا دليل على أن المُؤْمنِين يرونه، وإنما يُحجب عن الرؤية الكفار فقط إهانة لهم؛ لأنهم كفروا به في الدُّنيَا فكان جزاؤهم أن يُحجبوا عن رؤيته يوم القِيَامة، والذين آمنوا به في الدُّنيَا يُكرمون برؤيته وتَقَرّ عيونهم برؤيته سبحانه جزاء لهم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6539)، ومسلم رقم (1016).