×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

القنوت الذي في الوتر بعد الركوع - يقول: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ» ([1]) الشاهد فيه قوله: «وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ»؛ حيث أضاف الشر إلى القَضَاء والقَدَر، والشر: هو المكروه الذي يصيب الإِنسَان، أو ما يقع على الإِنسَان من المكاره أنه مقضي ومقدر، أمر النَّبي صلى الله عليه وسلم سِبطَه الحسن بن علي أن يدعو الله جل وعلا أن يَقيه شر ما قضى، وأن يجعل قَضَاءه خيرًا له، ولا يكون من الذين يصيبهم القَضَاء والقَدَر فيجزعون ويتسخطون؛ فيحصلون على الإثم. فهو دعا الله جل وعلا بأن يَقِيَهُ شر القَضَاء والقَدَر بأن يعينه على الصبر والتحمل والرضا بقَضَاء الله وقدره. فيكون ذلك خيرًا له نهاية ومآلاً؛ لأن الله لا يقضي ويقدر على المؤمن إلاَّ ما هو خير له «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» ([2]).

الشاهد من الحديث: «شَرَّ مَا قَضَيْتَ» دل على أن الشر داخل في القَضَاء والقَدَر، ودل على أنه يستحب ويشرع للإِنسَان أن يدعو الله بأن يقيه شر القَضَاء والقَدَر، وأن لا يجعله سببًا لإضلاله وجزعه وتسخطه وكرهه لقَضَاء الله وقدره، فلا يجعله سببًا لشقاوته، وليجعله سببًا لسعادته.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1435)، والترمذي رقم (464)، والنسائي رقم (1744)، وابن ماجه رقم (1178).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2999).