ومن دُعَاء
النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر:
«وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ».
****
جميعًا هو المؤمن
الصَّحِيح، أما الذي لا يؤمن إلاَّ بما يلائم نفسه فهذا ليس بمؤمن بالقَضَاء،
وإنما يؤمن بما يتلذذ به فقط. لكن الميزة لمن يؤمن بقَضَاء الله وقدره ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156] أولئك هم الصابرون ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 155- 156] يعلمون أن المصيبة من عند
الله وأنه لا بُدَّ منها، وأنها ما وقعت إلاَّ وهي مقدرة لا بُدَّ من وقوعها،
فيصبرون، ولا يجزعون ولا يتسخطون، ويحاسبون أنفسهم، ربما تكون هذه المصيبة عقوبة
على ذنب، على خطيئة، على مخالفة، فيحاسبون أنفسهم ويتوبون إلى الله، كما قال
تعالى: ﴿وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30] فبدل أن يجزع ويتسخط
يصبر ويتوب إلى الله جل وعلا ويعلم أنه ما أصابه شيء إلاَّ بسبب ذنوبه، ويتوب إلى
الله عز وجل فيكون ذلك خيرًا له، تكون هذه المصيبة في النِّهايَة خيرًا له، وعاقبة
حسنة له، فتكون في مصلحته، أما الذي يجزع ويتسخط، فإنه لا يسلم من المصيبة ولا
يؤجر عليها، بل يأثم بِتَسَخُّطِه وجَزَعِه، فلا هو الذي سلم من المصيبة، ولا هو
حصل على الأجر. نسأل الله العافية.
علم النَّبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما - ابن بنته فاطمة رضي الله عنها علّمه دُعَاء يدعو به في قنونه - يعني