×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فدل ذلك على أن للعبد فعلاً وكسبًا، يجزى على حسنه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب، وهو واقع بقَضَاء الله وقدره

****

 لا شك أن هذه الآيات وهذه النُّصُوص تدل على أن للعبد فعلاً يُجزى على حَسَنِه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب، وهذا هو العدل، أي: وضع الشَّيء في موضعه اللائق به، وهو معاقبة المسيء وإثابة المحسن، هذا هو العدل، أما العكس فإنه ظلم، ووضع للشيء في غير موضعه ينزَّه الله جل وعلا عنه ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ [القلم: 35- 36]، ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28]، ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21] هذا سوء ظن بالله سبحانه وتعالى في أنه يظلم عبادة فيعاقب المحسن ويثيب المسيء.

فهي أفعالهم وحسناتهم وسيئاتهم، وهي واقعة بقَضَاء الله وقدره لا شك، لا يخرج من قَضَاء الله وقدرة أي شيء داخل في قَضَاء الله وقدره، لكن ليس لنا حجة في أن نبرر أخطائنا وجرائمنا بأنها بقَضَاء وقدر، هي بقَضَاء وقدر، ولكن أنت لك اختيار ولك مشيئة ولك قدرة، فأنت مسئولٌ عن ذلك ولا تسأل عن قَضَاء الله وقدره، والله لا يعاقب أحدًا علي القَضَاء والقَدَر، وإنما يعاقبه على أفعاله هو وتصرفاته هو، ما يعاقبه على أنه قَضَى وَقَدَرَ عليه أنه يعمل كذا وكذا، هذا لا يتعلق به ثواب ولا عقاب، وإنما يتعلق الثواب والعقاب بأفعال العباد وتصرفات العباد التي صدرت عنهم باختيارهم وإرادتهم، وعلمهم وتعمدهم.


الشرح