ولنبينا
مُحمَّد صلى الله عليه وسلم حوض في القِيَامة ماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من
العسل، وأباريقه عدد نجوم السَّمَاء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.
****
مما يجب الإِيمَان
به: الحوض الذي للنبي صلى الله عليه وسلم والحوض: مجمع الماء، فيكون لنبينا
صلى الله عليه وسلم حوض مملوء بالماء العذب يسكب فيه ميزابان، لونه كبياض اللبن
وطعمه أحلى من العسل، وآنيته أكثر من عدد نجوم السَّمَاء، من يشرب منه شربة فإنه
لا يظمأ بعدها أبدًا ([1]) وذلك أن النَّاس
يعطشون في المحشر ويحتاجون إلى الماء، فترِد أُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم
على حوضه فيشربون، وهم أَهْل الإِيمَان الصَّحِيح، أما المنَافِقُون والذين بدلوا
وغيروا فإنهم إذا وردوا على حوضه يُذادون عنه ويُمنعون من وروده، فيقول صلى الله
عليه وسلم: «يَا رَبِّ، أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ له: إِنَّكَ لاَ
تَدْرِي مَاذا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا بَعْدَكَ
مُرْتَدِّينَ» ([2]). فهذا هو الحوض
نؤمن به ونثبته كما جاء وصفه في الأحاديث.
يصب فيه الكوثر نهر
من أنهار الجنة، قال الله تعالى: ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ﴾ [الكوثر: 1]، والمشهور أن
المراد بالكوثر نهر من أنهار الجنة يصب في حوضه صلى الله عليه وسلم وقيل: الكوثر
الخير الكثير، ويدخل فيه النهر؛ لأنه من الخير، فهو تفسير عام.
«أباريقه» يعني: آنيته التي
يُشرب بها.
فإذا شرب ذهب عنه الظمأ ولا يعود إليه أبدًا.
([1]) انظر: مسلم رقم (2300).
الصفحة 8 / 304