﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧ فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا ٨ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا ٩ وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ ١٠ فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا ١١ وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا﴾ [الانشقاق: 7- 12].
والميزان: له
كِفّتان ولسان، توزن به الأَعمَال.
﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ
أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ﴾ [المؤمنون: 102- 103].
****
في آية يُعطى كتابه
بشماله، وفي آية يُعطاه من وراء ظهره، والجمع بين الآيتين أنه يُعطى كتابه بشماله
ومن وراء ظهره إهانة له - والعِيَاذ باللهِ - فيحصل هذا وهذا له. ومن طرائف ما
يُذكر أن بعض الفرق الضالة إذا مات الميت يقطعون يده اليسرى! يقولون: حتَّى لا
يبقى له شمال يوم القِيَامة، لكي يُعطى كتابه باليمنى إذا لم توجد اليسرى! ولا
يؤمنون أن الله يعيد يده التي قطعوها كما كانت! هذا من طرائف أخبار بعض الفرق
الضالة.
هذا رد على
المعتزِلة في أنه ميزان حقيقي له كِفّتان حقيقيتان وله لسان.
قد سألت عَائِشَةُ رضي الله عنها: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، هَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «أَمَّا فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضع فَلاَ أَحَد يَذْكُرُ أَحَدًا: عِنْدَ وَزْنِ الأَْعْمَالِ حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ تَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ أَوْ سَيِّئَاتُه» هذا موضع، والموضع الثاني: «عِنْدَ تَطايُرُ الصُّحُفِ حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ يُعْطَى صَحِيفَتَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ» والموضع الثالث: «عَلَى الصِّرَاطِ» ([1]) عند المرور على الصِّراط حتَّى يعلم هل ينجو أو لا ينجو.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4755)، وأحمد رقم (24696)، والحاكم رقم (8722).