وتتطاير
صحائف الأَعمَال إلى الإِيمَان والشمائل:
****
يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ ٱقۡرَأۡ
كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا﴾ [الإسراء: 13- 14] فيُعطى الإِنسَان كتابه
المملوء بأَعمَاله ويقرؤه.
أما المؤمن فإنه
يُعطى كتابه بيمينه: ﴿فَأَمَّا
مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ﴾ [الحاقة: 19] فهو يفرح ويود أن
النَّاس يطلعون على كتابه؛ لأنه سارٌّ، والشَّيء إذا كان سارًّا فإنك تود أن يطلع
عليه النَّاس ﴿إِنِّي
ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ﴾ [الحاقة: 20] يعني: آمنت وأيقنت
أني ملاق حسابيه، فاستعددت له بالأَعمَال الصَّالِحة ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣ كُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 21- 24].
وأما الكافر فإنه
يُعطى كتابه بشماله من وراء ظهره - والعِيَاذ باللهِ - ﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي
لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ﴾ [الحاقة: 25] يتمنى أنه لم يُعط كتابه، ولا عُرض عليه؛ لأنه
فضيحة ﴿وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ
٢٦ يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ﴾ [الحاقة: 26- 27] يعني: ليتني لم أُبعث،
وليت الموت كان هو النِّهايَة ﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢٨ هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ
ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ
فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ﴾ [الحاقة: 28- 32] هذا بعد تطايُر
الصحف باليمين أو بالشمال.
هذا ثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا من تمام العدل من الله سبحانه وتعالى أنه لا يظلم أحدًا أو يحمّل أحدًا ما لم يعمله.