وتنشر
الدواوين
****
خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ﴾ [الأعراف: 8- 9] توضع الحسنات في
كِفّة والسِّيئَات في كِفّة، وهذا من تمام العدل، عدل الله سبحانه وتعالى، فمن
رجحت حسناته سَعِدَ وفاز، ومن خفّت حسناته وثقُلت سيئاته خاب وخسر ﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ
مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم﴾ [الأعراف: 9] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ
حَامِيَةُۢ﴾ [القارعة: 6- 11]، أُمّه: أمّ الشَّيء الذي
يصار إليه، فمصيره إلى جهنم والعِيَاذ باللهِ، وقيل أمّه: أُمّ دَماغه، بمعنى أنه
يسقط في النَّار على رأسه.
وهذا الوزن حقيقة،
في ميزان حقيقي حِسّيٍّ له كَفّتان، كما جاء في الأحاديث. لكن الله أعلمُ بكيفيته؛
لأنه من أمور الآخِرَة، لكن معناه معلوم، وهو أنه ميزان حقيقيٌّ له كِفّتان، توضع
الحسنات في كِفّة، والسِّيئَات في كِفّة، وأيهما رجح فإن صاحبه يعمل بحسبه خيرًا
أو شرًّا، وهذا ثابت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأجمع عليه المُسْلمُون. أما المعتزلة فيقولون: ليس هناك ميزانٌ حقيقي وإنما هو
كناية عن إقامة العدل، وهذا على منهجهم الخبيث، وهو تحكيم العقول، وعدم النظر إلى
النُّصُوص، وهذا مذهب باطل وضال.
«الدواوين» هي الكتب التي سُجّلت فيها أَعمَال بني آدم، وهي الصَّحَائف، صحائف الأَعمَال؛ لأن ما عمله الإِنسَان في هذه الدُّنيَا فهو مكتوب، كتبته عليه الملاَئكَة الحفظة من خير أو شرّ، قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا