×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ويحاسبهم الله تبارك و تعالى ، وتنصب الموازين

****

«يحاسبهم الله»، الحساب: معناه إيقافهم على أَعمَالهم، ومناقشتهم عليها، وتقريرهم بها. أمّا الكفار فإنهم لا يحاسَبُون محاسبةَ مُوازنةٍ بين الحسنات والسِّيئَات؛ لأنهم ليس لهم حسنات، ولكنهم يحاسَبُون حساب تقرير فقط، يُقرَّرون بأَعمَالهم، ويُقِرُّون بها. وأما المُؤْمنُون فيحاسبون حساب موازنة بين السِّيئَات والحسنات.

ومن المُؤْمنِين من لا يُحاسَب أبدًا، يدخل الجنة بغير حسَاب ولا عذَاب، كما في حديث «السَبْعِينَ أَلْف الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلا حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ» ([1])، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا وينقلب إلى أهله مسرورًا، ومنهم من يناقَش الحسابَ ويُثقَّل عليه الحساب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» ([2]).

فهذه أنواع المُؤْمنِين في الحساب: منهم من لا يحاسب ويدخل الجنة بلا حساب ولا عذَاب، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا، ومنهم من يحاسب حساب مناقشة ويثقل، وقد يُعذَّب بذنوبه. وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون حساب موازنة بين الحسنات والسِّيئَات؛ لأنهم ليس لهم حسنات، وإنما يحاسبون حساب تقرير فيعترفون بذنوبهم.

كذلك مما يجري في يوم القِيَامة: نصب الموازين، موازين الأَعمَال وهي موازينُ حقيقيةٌ، قال تعالى: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (191).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6536)، ومسلم رقم (2876).