×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وهَؤُلاءِ الخلفاء الراشدون المهديون، الذين قال النَّبي صلى الله عليه وسلم فيهم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي,عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «الْخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً» ([2]) فكان آخرها علي رضي الله عنه.

****

خلافته وأنه خليفة المُسْلمِين بعد أصحابه - رضي الله تعالى عنهم - وما حصل في وقته لا يقدح في خلافته؛ لأنه أمر خارج عن إرادته، وحاول رضي الله عنه أن يقضي على هذه الفتن، وجاهد، وقاتل الخوارج، وحاول رضي الله عنه وبذل وسعه، لكن لم يتم الأمر على المطلوب.

والذين قاتلوه من الصحابة لم ينازعوا في خلافته، فالذين قاتلوا في الجمل وفي صفين مع معاوية لم ينازعوا في أنه هو الخليفة، ولكنهم يريدون القصاص من قتلة عثمان، هذا الذي يريدون، ولم يقاتلوا عليًّا رضي الله عنه لأنهم لا يرون أنه الخليفة، وإنما يريدون القصاص من قتلة عثمان.

هَؤُلاءِ هم المقصودون بهذا الحديث: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» والخلفاء الراشدون هم هَؤُلاءِ الأربعة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم سماهم بالخلفاء، وسماهم بالراشدين، وأمر بالعمل بسنتهم مع سنته صلى الله عليه وسلم.

أخبر صلى الله عليه وسلم أن الخلافة بعده ثلاثون سنة، وقد تحقق هذا في


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4646)، والترمذي رقم (2225)، وأحمد رقم (21919).