ثم
بعده عمر رضي الله عنهلفضله، وعهدِ أبي بكر إليه، ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم
أهل الشورى له، ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه .
****
بيعة أبي بكر - رضي الله تعالى عنه -.
ثم من بعد أبي بكر
الخلافة لعمر، وذلك بالعهد الذي عهد به أبو بكر، فإنه لما حضرت أبا بكر الوفاة عهد
إلى عمر بالخلافة، وإذا عهد ولي الأمر من بعده إلى من يخلفه تعين ذلك، كما عهد أبو
بكر إلى عمر - رضي الله تعالى عنه - لفضله المعروف وسابقته في الإِسْلاَم وقوته
وصرامته، وأنه لا يخشى في الله لومة لائم، ولتقديم الصحابة له عملاً بعهد أبي بكر
رضي الله عنه.
الثالث من الخلفاء
الراشدين عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - وذلك لإجماع أهل الشورى الذين عهد
إليهم عمر لما حضرته الوفاة عهد بالأمر إلى أهل الشورى ليختاروا خليفة
للمُسْلمِين، وأهل الشورى ستة، هم: عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير
وسعد بن أبي وقاص، هَؤُلاءِ أجمعوا على اختيار عثمان رضي الله عنه فبايعه
المُسْلمُون.
ولما قُتل عثمان رضي الله عنه شهيدًا مظلومًا اجتمع المُسْلمُون على بيعة علي رضي الله عنه؛ لأنه أفضل الصحابة بعد الثلاثة الذين سبقوه، وكان حقيقًا وخليقًا بالخلافة رضي الله عنه، ولكن حصلت الفتن في وقته لحدوث الشقاق واندساس أصحاب الأهواء والأعداء في صفوف المُسْلمِين، فحصل في وقته من الحروب والشقاق الشَّيء الكثير، لكن لا شك في